الأحد، 19 يوليو 2009

إلى من علموني لغة الآه.....




إليكم أكتب........
دونا عن البشر
اخترتكم........
لأنكم وحدكم من علمتموني كيف أخرج الآه من روحي، أنتم الوحيدون
من هزني جرحهم.....
نعم أنتم ...... يا من كنتم أقرب إلى نفسي من نفسي....... يا
من أهديتهم أملا ليهدوني جرحا....... إليكم يا من زرعت في طريقكم الورد لتزرعوا في
عالمي الشوك.....
أنتم فقط...........من اخترتهم ليكونوا أملي، من وجدت فيهم ما
لم أجده في غيرهم....... أنتم فقط من أحببتهم.... من مسحت دموعهم ليأتي يوما
ويكونوا سبب عويلي......من قتلوا البراءة في عيوني.....
من قتلوني ليعيشوا، بعد
أن كانت صرخاتهم تؤلمني....... وألمهم يكويني......وجدتكم هاربين من مملكة الكذب
فأدخلتكم مملكتي لأجدكم ملوك تلك الممالك......
لم أكن أعرف أن للحياة أوجه
كثيرة....... صدقوني لولاكم لما استطعت الآن أن ألمس ضعفكم وأمر عليكم مرور
الغريب في غابة ......
لولاكم لما كنت عرفت أن البراءة في زمننا صارت
سذاجة.....
صدقوني.......لو أنني لم أتعلم القسوة منكم لما استطعت أن أسير في
دنيا ماتت فيها التضحية لتزرع مكانها الخيانة.....
شكرا لكم يا أصدقائي....

الأحد، 12 يوليو 2009

لا أحلام بعد اليوم


رغم هروبي من قلمي وأوراقي، وشعوري بنقمة على كل المشاعر والأحاسيس التي تكتب بصدق، إلا أن أمورا فوق طاقتي، رمت بي فوق دفتري لتمسك يداي أقلامي اللعينة...
نعم، لعينة هي الأوراق والأقلام وكل المشاعر الصادقة، والألعن من هذا كله هي الأحلام الهاربة منا رغم إصرارنا على اللحاق بها، ومحاولتنا بكل ما رزقنا الله من قوة أن نتشبث فيها.....
نتساءل حينها عن السبب، يا ترى، أهاربة منا خوفا علينا من صدمة نعيشها عند اكتشافنا معنى كلمة(حلم)؟! أم أن هروبنا خوفا منا لعلمها بأننا لا نستحق أن نعيش كما نريد، حتى لو للحظات قليلة.
مهما يكن السبب، لن أعاتبك أيتها الأحلام الهاربة، واطمئني، لن ألحق بك كما كنت أفعل، وستكون نهايتك على يداي اللاتي ذقن ذرعا منك.....وستعودين.
سوف تأتين لوحدك، ولكني حينها لا أعلم ماذا سيحدث هل أهرب منك، أم أن سذاجتي ستعذرني كما في كل مرة وترغمني على احتضانك؟، صدقا لا اعلم.
اعذريني يا صديقتي الأحلام، ظننتك ملجأي الوحيد من عالم مليء بالآلام، ولكنك تربعت على العرش، وكنت الألم والجرح، والكذبة الكبرى.
نعم انك كذبة، أتعلمين لماذا؟ لأنك مثل البشر. تعيشين اللحظة ونعيشها معك، لنكتشف بأنه كلما ازداد الوقت بوجودنا معك، كلما ازداد ألمنا، وتوسعت الجروح لتسيل الدماء بعنف من أجسادنا، وزارتنا آلامك كل ليلة خلال نومنا، كأم تطمئن على أبنائها وهم نائمون.
اعذريني، فعلى الرغم من يقيني بأن جروحك ستلتئم مهما طالت. والدم سيقطع نزفه، لكنني عندما أنظر الى مكان الجرح وأرى التشوه الذي خلف في جسدي، أتذكر الألم وكأن الجرح نزف الآن.

عذرا لصديقة وعدتها بأني لن أنسى حلما عشناه سويا، ولكنني مضطرة للنسيان.
كتبت في 19-12-2008
الجمعة العاشرة صباحا.

فلسطيني لا يعرف ناجي العلي!!!!!




_............................................... ناجي العلي
- مين هاد
_ ولك بتعرفش ناجي العلي
- مين يعني دكتور
_لا خلص شو بدك في........ واحد

كلام صعقني وجعلني أعيد النظر وأفكر مطولا ،فهذا لم يكن حوارا بين أطفال كما هو ظاهر ،وإنما كان نقاش حاد بين طالبي جامعة .
كنا في طريق عودتنا من مدينة نابلس إلى مدينتنا جنين ، وعلى ما يبدو أنهم طلاب السنة الأولى فقد تحدثوا عن أمور كثيرة لم أكن في صدد أن يتاح لي المجال لاستراق بعضا منها.
حين جلسا أمامي في المقعد، لم يكن لي إلا أن اشد الانتباه عندما ذكر اسم احد ى الشخصيات الفلسطينية التي كان لها دورا بارزا في قضيتنا الفلسطينية، ولكننا أحيانا نضطر لشد انتباهنا لكلام يشعرنا بالإحباط وبسخافة القدر، كوننا أصحاب القضية وننادي بحق العودة وجزء كبير منا لا يعرف شيئا عنها .
ربما كان للمتحاور الثاني وجهة نظر عندما يأس من النقاش وأغلقه دون أن يعلم الأخر من هي هذه الشخصية التي يتحدث عنها ، فشخص يحمل الهوية الفلسطينية لا يعرف ناجي العلي ، برأيي أن قلة الحوار معه أفضل وان كان هذا يصنع من المأساة مأساة أخرى فلو حاول أن يعطيه لمحة سريعة عن تاريخه، وربما لو عرف عن الشخصية الكاريكاتيرية (حنظله) سيكون قد ساهم بشكل ايجابي لأجل هويتنا الفلسطينية.
ولا ادري لعل لذاك من لم يتعرف على ناجي العلي وجهة نظر أخرى، فقد بتنا لا نعلم من قضيتنا سوى أن لنا حقوقا ضائعة، أما ما هي الحقوق وكيف نسترجعها، صار أمرا بعيدا بعد الشمس عنا، مهما كان سبب تخاذلنا وابتعادنا عن تثقيف أنفسنا في ابسط الأمور والقضايا الفلسطينية، من المهم أن نعلم بان عشقنا لأرضنا لا يكتفي بحبها والمطالبة بالأراضي المسلوبة بقدر ما هو واجب علينا أن نعرف كل صغيرة وكبيره شغرت مساحة منا ونطقت بها أفواهنا .
وإلا فليس من حقنا أن نفخر بهويتنا ولا أن نرفع رؤوسنا كثيرا حتى لا يأتي يوم وتصير أسماء الرؤساء كباقي أسماء الشعب، لايعرفها أبناء الأرض، والأسماء التي حركت القضية تصبح مجرد أسماء عابره في ذاكرة التاريخ.




اعدام طفولة


لم تلبث أن ترفع رأسها من كتابها حتى قطعوه بأيديهم الخشنة، قالوا لها: لأنك تحبين الألعاب ولان لك دمية جعلت منها طفلك، هديتك إذن زوج وأطفال.هناك تلعبين كما تشائين دون أن يسألك احد منا ماذا تفعلين، المهم أن همك قد انزاح عنا وان كان لا يزاح حتى بالموت، تركوها وحيدة بقلبها الأبيض النابض بالحياة .
أضاعوها وهي تمسك أيديهم، أحبوها وأحبتهم، ولكنهم نسوها، وربما تناسوها في زمن أصبحت فيه الأنثى مصدر تعاسة لكل من حولها، قتلوا طفولتها وحطموا أحلامها الصغيرة بعد أن كانت عاشقة للحرية والطفولة، فهي لم ترض أن تعيش كما عاشت أمها وجدتها من قبل ،كانت أمنيتها الوحيدة أن تحافظ على طفولتها وان تعيشها كاملة بجمالها ورونقها ، و أن تكمل تعليمها دون تدخل احد، ولكنهم حملوها ذنبا لم يكن لها حيلة فيها، وكل ذنبها أنها خلقت أنثى .
كان نصيبها رجل ذو جاه وأموال ولا يفقه شيئا في فنون التعامل مع المرأة واحترامها، متعصب لا يعلم من الكلمات سوى أقبحها وكل همه هو زيادة أمواله، عاشت وتعايشت في محيطها القاتل لتاء التأنيث ، ورغم ذلك حافظت على الابتسامة المرسومة على وجهها الطفو لي ، كان يظن الجميع أنها سعيدة لكنهم لم يعلموا انه من أصعب الأمور على أي إنسان أن يحسد على شيء طالما حرم منه وتمنى أن يحصل عليه فخلف انفراج الشفاه وضحكة العيون أخفت دموعا و أحزان وكلمات انتظرت أن يأتي من يحللها ويضع النقاط عليها ليختفي جرحها من صميم الفؤاد فمن السهل علينا أحيانا أن نخط على وجهنا ملامح الفرح في حين نخفي تحته وجها نحيلا ظهرت عليه معالم الأسى والحرمان محاولا في تفاصيله أن يجد معنى لهذا القناع الآخر المرسوم فوقه ذاك الوجه الحزين فعبثا أن نجد أي معنى في زمن ضاع منه أي معنى سوى معنى القهر والظلم.حينها قررت أن تكمل ما حلمت به كي تنجح عل هذا ينفعها في نسيان ما جرحها وحرمها من لذة العيش فبمنظورها( أن تعيش يعني أن تنجح، وان لم تنجح فعليك أن تحاول ).شرعت عرين أبوابها في وجه الحياة وصممت على الابتسامة أمام ملامح الدنيا العابسة وقررت أن تبني جسرا من الأمل فوق دنيا سلبت منها كل معاني الأمل والنجاح وكان أملها أن تحقق ما حلمت به طوال عمرها في جنينها وقررت أن تنسى أنها حرمت من شيء تمنته ورغبته طوال حياتها .انتظرت مجيء طفلها يوما بيوم واعتبرته المنقذ الوحيد لها ولكن جسدها الصغير لم يستوعب أن يحمل جسدا أخر اصغر منه ،أصيبت بتسمم الحمل وهي بشهرها السادس، دخلت على إثره المستشفى ومكثت فيه تقريبا أسبوعان ولكنها لم تتحمل أن تبقى أكثر انتقلت روحها إلى السماء كما انتقل معها حلمها، أعدمت طفولتها وطفولة طفلها ومن يعلم ربما أعدمت في روحهما أفكار وإبداعات، كان الذين تسببوا في قتلها هم بأمس الحاجة لهذه الإبداعات.

الأحد، 5 يوليو 2009

ولا زالوا يهربون
ولا زالوا يهربون.....
ولا زلت واقفا....
ولا زلت بانتظار همسات صوتك الدافئة لتنطق حروف اسمي وتناديني..... ولا زالت صورتها في عيناك ... وصورتك في عيوني... ولازال الوطن في عيونها وأنا أسير ..... وهم يهربون.....
وأنت واقف مكانك ....تتساءل عن السبب ....ولا أحد سواي قادر على سماعك ....ولا أحد سواي قادر على فك تشابك خطوط أفكارك.....ولا أحد سوانا يستغرب مشهد الهروب.....ولا أحد سواي يعرف السبب....
كيف لايهربون؟!!!وقد اعتادوا على الهرب ...وصار أي شيء من السماء خطر حتى لو كلن مطر....ولازلت وحدي أذكر تلك الليالي ....ولازلت وحدي أعيشها معك.....ولا أحد سوانا يشعر بدموعنا التي مزجت بدموع السماء .....لتروينا وتروي البشر ....ووحدها دموعك تسقط فوق رأسي كحبات البرد ...مؤلمة .....باردة ......
ووحدها دموعي تتساقط بجوار دموعك ....دون أ، تراها..... ولازلت واقفا هناك ....
ولازلت أحتاج رفقتك تحت المطر ...لتنعش داخلي رائحة ليلة عيد حزين.....تلك الليلة ...كنا بحاجة بكائها ...كي نخفي بين دموعها دموعنا ولم يكن موعدها...ولكنها بكتنا...وكنا نبكي ضعفنا...وشعرنا بها تتسلل أجسادنا عبر ثيابنا الرقيقة ..تروي عطش قلوبنا المتعبة....
وقلت لي : هذا كله لك، فابتسمت، وأكملت بحزم، أنا لا أمزح غدا العيد ولا أملك شيئا لأهديك إياه... سيكون المطر هديتي لك فابتسمنا سويا ...واخترقت نظراتك قلبي الحزين فشعرت أن كنزا لا يدرك قيمته أحدا صار ملكي ...
وقلت لك هذه أثمن وأجمل هدية حصلت عليها في حياتي، ولم أكن أكذب...وبقيت مستيقظة حتى توقف هطوله... واختلطت رائحته مع دمي ...ولا تزال رائحة تلك الليلة ترميني في سهول عينيك.... ولازال صوته يوقظ داخلي ذكرى أيام مضت...
ولا زلت أسير تحت المطر...
وجاء العيد وانتهت الأعياد كلها ...ولازلت أعيش مع الذكرى ،ولازلت أحتاجك بقدر حاجتك لها وهي بعيدة عنك بقدر بعدك عني
ولازلت تبكي الوطن في عيونها.... ولازلت أبكيك... ولازالت السماء تبكينا.....